أشاد عدد من مسؤولي الدولة بالخطوة الرائدة للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجامعة الملك عبد العزيز بتأسيس كرسي الأمير سلطان لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة والذي يشكل لبنة هامة للإصلاح المجتمعي وجسراً يُتبادل من خلاله المعارف العلمية والتجارب والخبرات اليومية في التعالم مع قضايا الشباب ليخرج نسيجاً رائعا يخدم العاملين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعدد من المعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع قضايا الشباب.
وقال صاحب السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية
إن الألسن لتلهج بالحمد والثناء لله بعودة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام سالماً معافى بعد أن من الله عليه بالشفاء وتكللت رحلته العلاجية بالنجاح ، لقد عاد سلطان الخير لأرض الخير ليكمل مسيرة الخير.. مسيرة البناء والعطاء والنماء، فنحمد الله على سلامته ونهنئ أنفسنا قيادةً وشعباً بعودته ، ونسأل الله أن يديم على سموه الكريم نعمة الصحة والعافية وأن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها.
وأضاف سموه لقد عرف عن سموه الكريم التعامل بالحكمة والأسلوب الفريد بكل ما يتعلق بقضايا الشباب تعليمياً وفكرياً وسلوكياً ، ومن هذا المنطلق جاءت الرؤية الثاقبة بتأسيس كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة والذي يعنى بالدرجة الأولى بقضايا الشباب المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وذلك من خلال تقديم الدعم العلمي والمادي للباحثين لتحقيق أهدافه برؤية واضحة ، والتي تشمل إيجاد بيت خبرة بحثي متميز في ابتكار الآليات والبرامج المناسبة للتعامل مع هذه القضايا ، وسيكون لهذا الكرسي بمشيئة الله دور فاعل في مساندة الدراسات المتخصصة في مجال العمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنهوض بأداء المنتسبين إليه في ظل الدعم العلمي والمادي للباحثين وبما يحقق إن شاء الله الهدف المرجو منه ، كما سيكون لهذا الكرسي بإذن الله الدور الفاعل في تعزيز أمن المجتمع العقدي والفكري والسلوكي .. وبلا شك أن رسالة الكرسي والمتمثلة في توظيف البحث العلمي في تشخيص مشكلات الشباب الفكرية والسلوكية المتعلقة بقضايا الحسبة وتطوير أداء القائمين على الحسبة للتواصل الإيجابي معهم .. سيساهم بحول الله وقوته في تنمية جيل متميز يخدم دينه ووطنه.. كما لا يفوتني هنا أن أشكر معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن حميّن الحميّن ومعاونيه على جهودهم المباركة حيال النهوض بهذا الجهاز الفاعل والعمل على تطويره ونسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح إنه نعم المولى ونعم النصير.
من جهته قال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال شيخ إن من نعم الله على عباده ورحمته بهم أن قيض لهذه البلاد منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون تقريباً إلى وقتنا الحاضر ولاة وعلماء صالحين يحكمون بشريعة الله وينتصرون لدينه ويقيمون حدود الله ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
واضاف سماحته إننا بحمد الله وتوفيقه نلمس ونعيش في وقتنا الحاضر اهتمام ولاة الأمر بهذه الشعيرة العظيمة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية –وفقهم الله- فقد جعلوا –حفظهم الله- لها رئاسة خاصة تعنى بشؤونها، وأولوها جل عنايتهم وتشجيعهم ودعمهم السخي، وسعوا إلى بذل كل ما يذلل الصعوبات والعقبات التي تعترضها، ووفروا لها الوسائل التي تعينها على القيام بمهامها خير قيام كما وقفوا –حفظهم الله- ضد من ينادي بإلغاء هذه الشعيرة العظيمة، أو تقليص صلاحياتها أو يحاول الانتقاص من القائمين عليها، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل شجعت الدولة –حفظها الله- وبذلت بسخاء في سبيل إقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات وإنشاء المعاهد والكليات المتخصصة في شؤونها، وتأسيس الكراسي العلمية التي تعنى بشؤون هذه الشعيرة العظيمة وتقدم لها الحلول العلمية والعملية التي تعالج المشاكل والعوائق التي تعترض سبيلها، وتبين لها الطرق المثلى والوسائل المفيدة في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما شرع الله ودعا إليه الرسول.
واستطرد سماحته قائلا إن تأسيس كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز –حفظه الله- لأبحاث الشباب، وقضايا الحسبة، بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة بتشجيع ودعم سخي من سموه الكريم يضاف إلى مناقبه العظيمة ومكارمه الطيبة، وهو امتداد واستمرار لعنايته المتواصلة بهذه الشعيرة العظيمة وهو بلا شك من الإعانة على البر والتقوى ومن الصدقات الجارية إن شاء الله تعالى، وهو من أعظم مجالات ووسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لاسيما أنه يتعلق بأمرين مهمين للفرد والمجتمع في مجال الحسبة وهما مشكلات الشباب، وقضايا الحسبة، ولا سيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن والمنكرات وكثر الجهل وتنوعت فيه وسائل الشر وكثر فيه دعاة الباطل وتكالب فيه أعداء الإسلام على المسلمين، لذلك فإننا بأشد الحاجة إلى مضاعفة الجهود في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكشف شبه أعداء الإسلام وضلالاتهم ومكائدهم، ولكي يؤتي هذا الكرسي العلمي المبارك الثمرة المرجوة منه والنتائج الطيبة المأمولة فإنه لا بد من تضافر الجهود من العلماء المتخصصين في تقديم البحوث العلمية الدقيقة الهادفة التي تخدم قضايا الحسبة وتعالج مشاكل الشباب والمسلمين وتقدم النماذج السلوكية المقبولة في المعيار الشرعي حتى يكون هذا الكرسي المبارك خير معين لخدمة المسؤولين عن هذا الصرح الشامخ، والقائمين على مباشرة هذه الشعيرة العظيمة في القيام بهذه الشعيرة العظيمة كما شرع الله، وترجمة المثل العليا والأخلاق السامية والتعامل الحسن إلى واقع ملموس تنعكس آثاره الطيبة على الفرد والمجتمع ويكون سبباً لهداية الناس إلى صراط الله المستقيم وبذلك يتحقق التوازن السلوكي والفكري للجميع.
واختتم سماحة المفتي حديثه بقوله وعملاً بقول الرسول:«لا يشكر الله من لا يشكر الناس »، فإنني أشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران المفتش العام، على رعايته ودعمه لهذا الكرسي المبارك، وأسال الله المولى جل وعلا أن يجزيه على هذا العمل المبرور إن شاء الله وعلى ما يقدمه للإسلام والمسلمين في جميع المجالات أوفر الجزاء وأعظمه وأن يرفع منزلته في الدنيا والآخرة ، وأن يخلف عليه خيراً مما بذل في سبيل الله وأن يبارك له في ماله وعمره ويمتعه بالصحة والعافية مع حسن العمل.
ومن جانب آخر أوضح معالي رئيس المجلس الاعلى للقضاء الشيخ صالح بن حميد بقوله ان من أعظم شعائر الله تعالى شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فهي زناد أمان وسياج وقاية, ينسج منها المجتمع المناعة ضد مهلكات الأقوال والأفعال, وأصول معززة لسبل المنجيات في السير والسريرة, و مدد العبودية لله, وجسر الولاء بين المؤمنين, وسبب للخيرية, وجادة التحلي بكريم السلوك والمسالك والتخلي من رديء الخصال وسفاسف الأحوال, واعتبارها سببا للنصر, وقاعدة إعمالها الدعوة للحق ورحمة الخلق.
واضاف معاليه أن العناية بمتممات ذلك من الأمور الواجبة ,فكل وسيلة تعين على استدامة هذه الشعيرة تأخذ حكم غايتها وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
وليعلم كل مسلم أن المشاركة في تعزيزها لا يقتصر على من أنيط به القيام بها ,بل كل عامل في نهضة أمة الإسلام وأوطان المسلمين نحو نشر الشريعة وإعلان مبادئها وإعمالها في جوانب الحياة يعد قائما بتلك الشريعة, ومن بذل جهده في إعمار الأرض لتحصيل كفاية أهل الإسلام واستغنائهم عن الأمم من حولهم لتكن أمة الإسلام قائدة وسائرة في الأمم بالرحمة والدلالة على عظيم فضل الله في الكون لهو من حاملي لواء هذه العبادة.
ونحن في هذا العصر نلمس الجهد المبذول من كافة منسوبي الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد المباركة -عمرها الله بالأمن والإيمان- وفي طليعتهم معالي رئيسها الشيخ عبد العزيز الحمين – وفقه الله – وبعناية وتوجيهات من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز –حفظه الله- وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز –حفظه الله- والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز –حفظه الله- .
وبين ابن حميد بأن من ثمرات هذه الجهود تأسيس كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للدراسات المتخصصة في مجال الحسبة المتعلقة بالشباب مع جامعة الملك عبد العزيز, والذي يشكل لحمة بين منابر التعليم ومخرجات الدراسات والبحوث التي سوف تسهم في تكوين رؤية لحل المشكلات الشبابية وقضايا الحسبة من خلال قراءة الأسباب المؤثرة في سلوك الشباب ,وتطوير العمل الميداني للعاملين بإعداد الدورات المهارية والتقويمية لإنضاج مسيرة الحسبة ورجالاتها وفق المقاصد الشرعية المرعية ورعاية ودعم ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز –حفظه الله- لتأسيس هذا الكرسي البحثي يضيف دعما استراتيجيا يُضم لمشروع الأمن في مجتمعنا وزيادة تنمية وامتياز لصرح الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المكمل للمسيرة التي بدأها موحد هذه الجزيرة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل –رحمه الله تعالى- ضمن مكونات الحكم ودستوره.
واختتم رئيس مجلس القضاء الاعلى حديثه بقوله آمل أن يمد هذا المشروع العلمي الناهض الميدان الاحتسابي بجمهرة من القواعد والضوابط في الموازنة وتطبيقها في كافة مجالاته , والمكتبة الأسرية والتربوية بمدونة معيارية للسلوك الإسلامي والآداب الشرعية للمزاولة الاجتماعية, ودعم المشاركة للمجتمع في إنتاج الحلول التي يتحقق بها تخلية المجتمع من المفاسد وتحلية بالمصالحة.
|