الجزيرة - سعود الشيباني:
تباينت أشكال تعبير مختلف الأوساط في المملكة العربية السعودية فرحاً بمقدم سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى المملكة بعد انتهاء فترة علاجه مكتسياً بكامل أثواب الصحة والعافية. وكان للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف النهي عن المنكر وجامعة الملك عبد العزيز أسلوبهما الخاص في التعبير عن هذه المناسبة، وقد قامتا بإطلاق كرسي الأمير سلطان لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة، وذلك ترسيخاً لجهوده - حفظه الله- في خدمة الشباب، وليكون الكرسي لبنة مهمة يؤسس عملاً مشتركاً يعالج كثيراً من القضايا المرتبطة بالشباب وبالقيم الشرعية في المجتمع.
وقد استطلعت (الجزيرة) آراء عدد من منسوبي الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتوضيح أبعاد هذا الكرسي ومكوناته الأساسية.
ابتهاج بمقدم سموه
بداية أوضح معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين أن لمقدم سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى أرض الوطن أكبر الأثر على نفوس أبنائه ومحبيه ممن امتدت لهم أياديه الخيّرة وأفعاله الكريمة من أبناء هذا الوطن وشبابه الذين كان سموه يعلق عليهم الكثير من الآمال عبر مختلف مجالاتهم التي يخدمون من خلالها المملكة.
وقال معاليه: لقد ابتهجت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجامعة الملك عبد العزيز بهذا المقدم الكريم وسعينا مع زملائنا في جامعة الملك عبد العزيز ليكون إطلاق كرسي الأمير سلطان لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة متزامناً مع عودة سموه سالماً معافي إلى أرض الوطن لنصنع من ذلك المشرع الواعد عملاً رائداً يعنى بالشباب. ويقترح الحلول المناسبة للتعامل مع مختلف الظواهر السلبية، ويرسخ قيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويطوّر من أداء العاملين في الميدان بالمهارات الاتصالية المناسبة.
وأضاف معاليه: يأتي هذا الكرسي امتداداً للشراكات التي تسعى الرئاسة إلى إقامتها مع مختلف المحاضن العلمية والتربوية في المملكة للإفادة من خبرتها الكبيرة في المسارات البحثية والعلمية، ولتقدم ذلك الآليات العملية ليستفيد منها العمل الميداني، ولنحقق بذلك الشراكة الفاعلة بين القطاعات جميعاً.
استثمار في الشريحة الأكبر
من جانبه قال فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون الميدانية والتوجيه الأستاذ الدكتور إبراهيم الهويمل: إن رعاية ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وللرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليس بغريب ولا جديد، فهو امتداد لما يوليه ولاة الأمر - أثابهم الله- في هذه البلاد من رعاية ودعم وعناية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقائمين عليه من أيام جلالة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله- وإلى يومنا هذا، ويكفي أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي يوجد فيها جهاز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأوضح الهويمل أن المجتمع السعودي مجتمع فتي (تصل نسبة من يبلغ من العمر أقل من 25 سنة أكثر من النصف) والشباب هم ثروة الأمة، وهذا بدوره يتطلب اهتماماً بالغاً بهذا الفئة ورعاية لها، ومن هنا يتضح دور كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة في إثراء المعرفة من خلال البحوث العلمية والدراسات الميدانية للتعرف على أبرز مشكلات هذه الفئة وكيفية التعامل معها، ورصد الأسباب والمظاهر الرئيسة لانتشار السلوكيات السلبية للشباب واقتراح الحلول المناسبة لها مما يسهم في تعزيز أمن المجتمع.
وأردف الهويمل أن هذه الدراسات والبحوث مكلفة مادياً وتحتاج إلى دعم وهذا ما يحققه كرسي الأمير سلطان. كما أننا نستفيد أيضاً من مخرجات هذه البحوث والدراسات في استثمار طاقات الشباب وتوجيهها فيما يفيدهم وبالتالي يعود نفعه على المجتمع أيضاً.
وبيّن الهويمل أن المحافظة على القيم والسلوك في المجتمع وخصوصاً لدى الشباب أمرٌ مهمٌ للغاية وهذا ما ننتظره من كرسي الأمير سلطان.
ورفع الهويمل شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان على هذه الموافقة الكريمة على تأسيس الكرسي، وأشكر الجامعة ومنسوبيها على عنايتهم بموضوع الشباب والحسبة.
استمرار للدعم
وفي سياق متصل أكد فضيلة وكيل الرئيس العام للتخطيط والتطوير الشيخ عبد المحسن بن حمد اليحيى اهتمام القيادة الرشيدة بتطوير أداء جهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقديم كل أدوات الدعم المادي والمعنوي الممكنة لتحقيق ذلك وتأتي موافقة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء على تأسيس كرسي الأمير سلطان لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة استمراراً لهذا الدعم ورعاية منه «حفظه الله « لهذا الجهاز الحيوي المهم ليواصل أداء رسالته الرائدة في خدمة الدين والمجتمع.
وأضاف اليحيى: أن من المتوقع أن يسهم تأسيس هذا الكرسي في رفع كفاءة أداء العمل الميداني ولاسيما أنه سيركز على الأبحاث المتعلقة بالشباب وقضايا الحسبة خاصة إذا علمنا أن نسبة كبيرة من عمل الهيئة الميداني يتعلق بالشباب وتوجيههم ورعايتهم ليكونوا أفراداً صالحين مؤثرين في المجتمع ثأثيراً إيجابياً.
ومن أبرز عناصر هذه الأبحاث مراجعة أساليب العمل وتدريب العاملين وتنمية مهاراتهم لتمكينهم من أداء عملهم الميداني على أرقى مستوى ممكن وبما يحقق الفائدة من طاقات الشباب فيما يسهم في بناء المجتمع وتماسكه على أساس متين من العقيدة الصافية والنهج القويم.
إثراء للمعرفة والبحث في مجال الشباب والحسبة
من جانبه عدّ فضيلة الدكتور سليمان الحبس مستشار الرئيس العام والمشرف على الكراسي العلمية أن إطلاق كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة يأتي فرحاً وابتهاجاً بقدوم سموه الكريم إلى أرض الوطن سالماً معافي مناسبة سعيدة على قلوبنا جميعاً لذا حرصت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجامعة الملك عبد العزيز على ترجمة هذه الفرحة إلى شيء عملي يعود نفعه بإذن الله تعالى على الوطن والمواطن.
وأضاف الدكتور الحبس: تم بحمد الله تعالى إطلاق الكرسي من قبل معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين ومعالي مدير جامعة الملك عبد العزيز الأستاذ الدكتور أسامة صادق طيب وبحضور كريم من معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري ومعالي نائب وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور علي العطية.
وبيّن الحبس أن موافقة سمو ولي العهد الأمين على أن يحمل الكرسي اسمه الكريم فيه دلالة كبيرة على حرص سموه على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا ليس بغريب على قيادتنا الرشيدة التي عودتنا على العناية الفائقة بكل ما يخدم الإسلام والمسلمين وما تجده الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دعم ومساندة مثال واضح وشاهد حي على تلك العناية والرعاية لهذه الشعيرة العظيمة.
وأضاف الحبس: يعدُّ هذا الكرسي ثالث كرسي من كراسي البحث التي أطلقتها الرئاسة، حيث تم في العام الماضي إطلاق كرسيين الأول كرسي الملك عبد الله للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة في جامعة الملك سعود والثاني كرسي الأمير نايف لدارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
واستطرد الحبس: نأمل أن يحقق هذا الكرسي الطموحات المستقبلية التي تتطلع إليها الرئاسة من هذه الكراسي العلمية في خدمة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطوير أداء القائمين بها في مختلف المجالات العلمية والإدارية.
واختتم الحبس بقوله: سيعمل هذا الكرسي لتحقيق أهداف نبيلة متمثلة في إثراء المعرفة والمشاركة في إنتاج البحوث العلمية والدراسات الميدانية في مجال الشباب وقضايا الحسبة وإيجاد الحلول العملية والبدائل الشرعية لكل ما قد يقف أمام الشباب وقضايا الحسبة المتعلقة بهم،كما يسعى الكرسي إلى تقديم كل ما يسهم في المحافظة على القيم والسلوكيات الإيجابية الموجودة في مجتمع الشباب.
تعزيز مهارات الاتصال والتأثير والإقناع
في الإطار نفسه عدّ مستشار التخطيط والتطوير بمكتب وكيل الرئيس العام للتخطيط والتطوير د.عبد المجيد الجلال أن تأسيس كرسي الأمير سلطان لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة نقلة نوعية إضافية في مسيرة تطوير جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر وتوطين ثقافة التخطيط والتطوير، داخل منظومة الإدارية والتنظيمية، برعاية كريمة من ولاة الأمر حفظهم الله.
وأضاف الجلال: مّما لا شك فيه أن موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على تأسيس هذا الكرسي تدخل في إطار الدعم المستمر من قبل سموه - حفظه الله- لهذا الجهاز المبارك، ورعايته الكريمة لشعيرة الحسبة، لتأصيلها، وترسيخ أهدافها النبيلة، وتطوير مخرجاتها، والرقي بتطبيقاتها المجتمعية، وفق رؤية شرعية معاصرة.
وقال الجلال: من المتوقع بإذن الله، أن يسهم تأسيس هذا الكرسي، في إنتاج البحوث والدراسات ذات الصِّلة بالشباب وقضايا الحسبة، وبما يُهيئ الأسس والقواعد الملائمة للإفادة من طاقات الشباب في العمل الإيجابي، والمشاركة في ورشة البناء والتنمية الممتدة عبر أرجاء هذا الوطن العزيز، إلى جانب تطوير قدرات القائمين على العمل الميداني، بما يخص مهارات الاتصال، وأساليب الإقناع والتأثير المناسبة للشباب، فهم أبرز الفئات المستهدفة، التي تسعى الهيئة لتوعيتهم، وتبصيرهم بأركان دينهم، وحثّهم على التَّحلي بآدابه وفضائله الكريمة.